عَلَيْكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ لِلَّهِ
فهي الإيمان في أسمى صوره، وهي العبادة في أرقى معانيها، وهي الصلة الوثيقة بين العبد وخالقه، فيها يجد روحه وريحانه، بل فيها يجد فطرته التي فطره الله عليها؛ لأنها تنهى عن الفحشاء والمنكر، وترد العبد إلى عقله الذي به يعرف الله بأوصافه الكمالية، ونعوته الجليلة، فيخشع له في صلواته وخلواته خشوع الخاضعين لعظمته، الشاكرين لنعمائه، المتجهين إليه بقلوبهم الواعية التي خلصت بفضل الصلاة من شوائب الشرك الجلية والخفية، وطهرت من الشبهات العقدية، والنزعات الشيطانية، ومحصت لتكون وعاء للإيمان والعلم.