البطاقات | مداد جاليري

لَا هِجْرَةَ بَعْدَ الْفَتْحِ

الهجرة في سبيل الله محط أنظار المسلمين ومنتهى بغيتهم في كل زمان ومكان، لا يغفلون عنها بجمع حطام الدنيا والتفاني في طلبها، كما يفعل الكثير ممن تلهيهم أموالهم وأولادهم عن ذكر الله، فهم مهاجرون في سبيل الله دائماً إما بأموالهم وأنفسهم أو بنياتهم.

الرَّجُلُ الَّذِي يَجِدُ الشَّيْءَ فِي الصَّلَاةِ

هذا الحديث أصل من أصول الإسلام استنبط منه الفقهاء قواعد فقهية يشد بعضها بعضاً، فقالوا: اليقين لا يزول بالشك، وقالوا: اليقين لا يرتفع إلا بيقين، وقالوا: يجب استصحاب الأصل وطرح الشك وبقاء ما كان على ما كان، وقالوا: الأشياء يحكم ببقائها على أصولها حتى يتيقن خلاف ذلك، ولا يضر الشك الطاريء عليها. وكلها ألفاظ متقاربة في المعنى.

إِنَّ اللَّهَ أَوْحَى إِلَيَّ أَنْ تَوَاضَعُوا

هذه وصية جامعة لخصال الخير كلها، أوحى الله بها إلى نبيه عليه الصلاة والسلام، وعمق جذورها في قلبه، وأجراها على لسانه في كثير من خطبه ومواعظه، وجعلها مفتاح شخصيته وديدنه في عباداته ومعاملاته، وفي شأنه كله مع الله، ومع نفسه، ومع الناس، فكانت – بحمد الله – من أفضل الوصايا التي تحلى بها المقربون من عباده، فسلكوا بها سبيل الوصول إلى أعلى درجات القرب والحب والرضا.

كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ

الدنيا مزرعة للآخرة ومعبر إليها، فإن جعلها المسلم كذلك فدنياه مباركة طيبة، وعمره فيها عمر عطائي، طال أم قصر.

لَا يُشِيرُ أَحَدُكُمْ عَلَى أَخِيهِ بِالسِّلَاحِ

كان النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعلم أصحابه الحيطة والحذر مما فيه خطر متوقع على الدين أو على النفس أو على النسل أو على العقل أو على المال، فهذه هي الضروريات الخمسة التي يجب على المسلمين حفظها بالوسائل المشروعة.

مَنْ كَانَتْ عِنْدَهُ مَظْلِمَةٌ لِأَخِيهِ فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْهَا

فطرحت وصية تبدو وكأنها وصية مودع، تحمل في طياتها أموراً ذات بال، قد ينساها الإنسان أو يتناساها؛ لبعده عن الله عز وجل؛ وشدة تعلقه بالدنيا واتباعه للهوى، وانطباعه على الأثرة وحب الذات.

لَا تُكْثِرُوا الْكَلَامَ بِغَيْرِ ذِكْرِ اللَّهِ

فالرسول – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – يوصينا في هذا الحديث ألا نتكلم بكلام يخلو من ذكر الله، وإذا تكلمنا في شيء فلا نكثر من الكلام، ولكن نكتفي بما يبين المراد، فخير الكلام ما قل ودل، والإيجاز ضرب من الإعجاز، وميزان العقل قلة الكلام.

اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ

وهذه الوصية تكاد تكون جامعة لكل ما ينبغي الكف عنه وعدم الاقتراب منه. فالشرك أعظمها جرماً، وأجمعه لخصال الشر، بل هو شر ما بعده شر.

اسْقِهِ عَسَلًا

اشتهر النَّبِيِّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – بين أصحابه بالطب والحكمة، فكان يعرف كيف يُشخص الداء ويصف الدواء، وتلك بصيرة من بصائره، التي خصه الله بها دون سائر الخلق، فكان – صلوات الله وسلامه عليه – يفتح صدره لمن جاءه يسأله عن أي شيء يتعلق به حكم شرعي أو نفع دنيوي خاص به أو بواحد من إخوانه، فيجيبه إجابة مقنعة، يسعد بها ويعتبرها وحياً من الله إليه بواسطة الإلهام أو بواسطة جبريل – عليه السلام – ويعمل بما يوصيه به ويرشده إليه.

إِنَّ الْغَضَبَ مِنْ الشَّيْطَانِ

الغضب آفة من الآفات التي تسلب لب الإنسان في كثير من الأحيان، وتطغى على مشاعره الجياشة بالحب فتفسدها وتعكس أوضاعها، وتحدث في النفس لوعى وأسى.

لَا تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ

الإنسان عجول بطبعه، كفور في أكثر أحواله، كثير الجدل حتى مع نفسه، يغضب أحياناً لأتفه الأسباب، ويثور على من يغضبه حتى ينسى ما قد فعله به من صنائع المعروف، وما يكنه له من الاحترام والحب، فيسبه ويشتمه ويدعو عليه، بالويل والثبور وعظائم الأمور.

إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ

أحكام الشريعة الإسلامية تبني على الصدق واليقين لا على الظن والتخمين. فقواعد الإسلام العقدية والشرعية قطعية، لا شك فيها ولا التباس ولا تناقض فيها ولا اختلاف.