رواة السنة بشر غير معصومين
من الأساليب الماكرة عند منكري السُّنَّة المعاصرين، قولهم: إن رواة السُّنَّة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بشر يخطئون ويصيبون، فهم إذن غير معصومين فكيف نؤمن بصحة وصدق ما رووه لنا من مئات الآلاف من الحديث المنسوب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
إن لله في الحياة سنناً نافذة في خلقه، ومن سننه أنه خلق الملائكة، والجن، والبشر، وركب في البشر طبيعتين: طبيعة الخير، وطبيعة الشر.
أما الملائكة، فقد جبلهم على الطاعة والخير، والشياطين مطبوعون على الشر.
وأرسل رسله إلى خلقه من الجن والإنس فمنهم من يهتدي حتى يبلغ أعلى عليين، ومنهم من يضل حتى يهوى أسفل سافلين، وصلحاء البشر فيهم صلحاء شبيهون بالملائكة في الإيمان والطاعة والاستقامة وفي مقدمة هؤلاء الصلحاء الرسل وتابعوهم.
فليس الوصف بالبشرية نقصاً من حيث البشرية نفسها وإنما معايير النقص والكمال رهينة بكسب الإنسان وعمله.
إذن فإن رواية الحديث عن طريق البشر ليست بدعاً من السلوك، ولا سبة تقدح في سلامة السُّنَّة من التحريف في ألفاظها ومعانيها.