هل من جمع السنة كانوا مكرهين على ذلك؟
ويستندون في هذه التهمة "الضخمة" على كلام كتبه المستشرق اليهودي الأصل (جولد زيهر) عن الإمام الزهري نقله محرفاً ولو كان نقله "صواباً" ما وجد فيه منكرو السُّنَّة الآن أو شياطين الإنس مغمزا في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
جاء في طبقات ابن سعد وتاريخ ابن عساكر أن الإمام الزهري كان يمتنع عن كتابة الأحاديث الشريفة للناس، ويكتفي بإسماعهم الحديث لئلا يتكلوا على الكتابة ويهملون الحفظ، وفي عهد هشام بن عبد الملك أشار على الزهري أن يكتب لولده – ولد هشام – أربعمائة حديث ليحفظها، فامتنع الزهري، لكن هشاماً ألح عليه حتى وافق الزهري. ولما كتب الأحاديث الأربعمائة خرج فقال للناس، الذين كانوا يطلبون أن يكتب لهم الأحاديث فيمتنع، قال لهم بصوت عال: "أيها الناس: إنا كنا منعناكم أمراً – أي كتابة الأحاديث لهم – وقد بذلناه الآن لهؤلاء. وأن هؤلاء الأمراء أكرهونا على كتابة الأحاديث، فتعالوا حتى أحدثكم بها، فحدثكم بالأربعمائة حديث".
وأنت ترى أن هذه الشبهة لم تقم على أي أساس سوى التحريف المعتمد، ولا عجب، فإن اليهود – ومنهم جولد زيهر – لهم مهارة في التحريف والخيانة، فقد حرفوا التوراة وشوهوا صورة الحق فيها، فما الذي يمنع زيهر من تزوير النصوص الإسلامية تزويراً يحقق بعض أو كل مطامع اليهود في تشويه الإسلام، أو القضاء عليه؟! وليست مشكلتنا اليوم مع جولدزيهر، فقد هلك هو وهلك معه حقده على الإسلام.