ليسوا فراراً ولكنهم الكرار
في السنة الثامنة من الهجرة جمع الروم جيشًا، وأقبل من جهة الشام لقتال النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - وأصحابه، بدأ - صلَّى الله عليه وسلَّم - يجهز جيشًا لإرساله إليهم، فلم يزل يحثُّ الناس حتى جمع ثلاثة آلاف، فزوَّدهم بما وجد من سلاح وعتاد، قال لهم: أميرُكم زيد بن حارثة، فإن أُصيب زيد فجعفر بن أبي طالب على الناس، فإن أُصيب جعفر فعبدالله بن رواحة، ثم خرج معهم - صلَّى الله عليه وسلَّم - يودِّعهم، وخرج الناس يودِّعون الجيش ويقولون: صحِبكم الله، ودفع عنكم، وردَّكم إلينا صالحين.