لَا تَسُبِّي الْحُمَّى فَإِنَّهَا تُذْهِبُ خَطَايَا بَنِي آدَمَ

لَا تَسُبِّي الْحُمَّى فَإِنَّهَا تُذْهِبُ خَطَايَا بَنِي آدَمَ

د. محمد بكر اسماعيل

عدد المشاهدات : 17

عَنْ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ –

أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَى أُمِّ السَّائِبِ أَوْ أُمِّ الْمُسَيَّبِ، فَقَالَ: مَا لَكِ يَا أُمَّ السَّائِبِ، أَوْ يَا أُمَّ الْمُسَيَّبِ تُزَفْزِفِينَ؟" قَالَتْ: الْحُمَّى، لَا بَارَكَ اللَّهُ فِيهَا، فَقَالَ لَا تَسُبِّي الْحُمَّى، فَإِنَّهَا تُذْهِبُ خَطَايَا بَنِي آدَمَ، كَمَا يُذْهِبُ الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ".

كان النبي – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – يزور بعض أصحابه في بيوتهم براً بهم، وتوكيداً لمودته لهم، وإجابة لهم إذا دعوه لزيارتهم حباً له وتبركاً به.

وكانت عنايته بزيارة المرضى منهم أكبر لمواساتهم وتسلية قلوبهم، وإدخال السرور عليهم، والدعاء لهم.

والحمي وما شاكلها من الأمراض تحط من خطايا ابن آدم شيئاً فشيئاً مدة وجودها حتى يطهر منها تماماً إن صبر عليها، ورضي بقضاء الله وقدره فيها.

والتشبيه في الحديث غاية في الدقة والبلاغة، فالكير – وهو آلة الحداد – تزيل تماماً صدأ الحديد، حتى يبدو وكأنه جديد، وهكذا الحمى فهي نار كنار الحداد تظل تنظف صاحبها من ذنوبه – وهي خبثه – إلى ما شاء الله، فكلما طالت نفعت، فهي محنة تعقب منحة.

ومن هذا الحديث نتعلم الأدب مع الله تعالى، فلا نتفوه بكلمة تنبئ عن عدم الرضا بالقضاء والقدر، أو توحي ولو بطريق غير مباشر بأن قائلها قد يئس أو قارب اليأس، فينكر عليه سامعه أو يبغضه وينفر منه، أو يحاكيه في هذا القول إذا كان إمعة، يقلد الناس في أقوالهم وأفعالهم من غير تعقل ولا روية.

للمزيد :

https://rasoulallah.net/ar/articles/article/24836

#وصايا_الرسول

#حياتنا_على_سنته