اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ
عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ
أَنَّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرَ النَّارَ فَتَعَوَّذَ مِنْهَا، وَأَشَاحَ بِوَجْهِهِ ثَلَاثَ مِرَارٍ، ثُمَّ قَالَ "اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ، فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ".
كان النبي صلى الله عليه وسلم يعظ أصحابه ويذكرهم بعواقب الأمور، ويرغبهم في الجنة ويحذرهم من النار، وذلك في أوقات فراغهم من العمل وخلو قلوبهم من شواغل الدنيا، فكان أحياناً يبكيهم ويبكي معهم من خشية الله، وهو أتقاهم وأخشاهم له جل شأنه، حتى كان بعضهم يخيل إليه أنها آخر موعظة يلقيها إليهم.
ولقد ذكر النار يوماً فتعوذ بالله منها، وهو آمن من شرها، وفكيف بنا نحن وقد تراكمت علينا الذنوب وأحاطت بنا الخطايا من كل جانب، وليس لنا من العمل الصالح ما ينقذنا من حرها.
والمعنى: فإن لم تجدوا شق تمرة تخرجون به من البخل الذي يؤدي بصاحبه حتماً إلى النار ما لم ينب منه – فاتقوا النار بكلمة طيبة تكون لكم قرباناً عند الله وفداء من عذابه.
وقد قال الله – عز وجل-:
{ قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ }
(سورة البقرة: 263).
للمزيد :