اللهم بلغت

اللهم بلغت

فاطمة محمد عبدالمقصود العزب

عدد المشاهدات : 16

ينتَهُنَّ عن ذلك!

وفي يوم آخرَ لاحَظ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - أن رجالاً من المصلين معه يرفعون أبصارهم إلى السماء في أثناء صلاتهم، وهذا خطأ؛ فالأصل أن ينظر أحدهم إلى موضع سجوده،

فقال - صلَّى الله عليه وسلَّم -:

((ما بال أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في صلاتهم))، فلم ينتهوا عن ذلك واستمرُّوا يفعلونه، فلم يفضَحهم أو يسمِّهم بأسمائهم، وإنما قال: ((لينتَهُنَّ عن ذلك، أو لتُخطفنَّ أبصارُهم))

[1].

ومن ذلك ما حدَث مع عبدالله بن اللُّتبيَّة حين استعمله النبي - صلى الله عليه وسلم - على صدقات بني سُليم، فقبل الهدايا من المتصدقين، فعن أبي حميد الساعدي قال: استعمل رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - رجلاً على صدقات بني سُليم، يدعى: ابنَ اللُّتْبِيَّة، فلما جاء حاسبَه، فقال: هذا مالُكم، وهذا هدية،

فقال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -:

((فهلاَّ جلست في بيت أبيك وأمك، حتى تأتيك هديتُك إن كنت صادقًا؟))، ثم خطبنا، فحمد الله، وأثنى عليه، ثم قال: ((أما بعد، فإني أستعمل الرجل منكم على العمل مما ولاَّني الله، فيأتي فيقول: هذا مالكم، وهذا هدية أهديت لي، أفلا جلس في بيت أبيه وأمِّه حتى تأتيه هديتُه؟ والله لا يأخذ أحد منكم شيئًا بغير حقه إلا لقِي الله بحمله يوم القيامة، فلا أعرفنَّ أحدًا منكم لقِي الله يحمل بعيرًا له رغاءٌ، أو بقرة لها خُوارٌ، أو شاة تَيْعرُ))، ثم رفع يديه حتى رُؤِيَ بياض إِبْطيه، يقول: ((اللهم بلغتُ)) بصَرُ عيني، وسمْعُ أُذني

[2].

------------------

[1] رواه البخاري.

[2] البخاري، كتاب الحيل، باب احتيال العالم ليُهدى له، رقم (6979).