تعامله مع نفسيات زوجاته
تعامله مع نفسيات زوجاته: مما لا شكَّ فيه أن زواجَ الرجل بأكثر من زوجة له نتائجُ كارثية في كثير من البيئات، ليس بسبب الزواج نفسه، ولكن لأنَّ الرجل الذي يتزوج لا يُحسن التعامل مع نفسية زوجتيه الأولى أو الثانية، فهو لا يقدِّر أن الغيرةَ أمر طبَعي في فطرة المرأة، فلا يعمل على علاجها أو التقليل منها، وهو كذلك لا يقدِّر ألَم الزوجة الأولى النفسي؛ لأنها مَن عاشت معه السنوات الأولى التي يكون فيها دائمًا الكثير من المصاعب التي تتحملها الزوجة راضيةً مع زوجها؛ لذا فإن رسول الله - الذي جمع بين تسعة نساء - يقدِّم لنا النموذج الراقي في التعامل مع النساء وغَيْرتِهنَّ الطبيعية، ولنَقرأ ذلك الموقف الذي حدث مع أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - وكيف كان متفهِّمًا لموقفها، وفي نفس الوقت كان يدعوها إلى تصحيح ما أخطأَت.
تروي أم سلمة أنها أتَت بطعام في صحفة لها إلى رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وأصحابه، فجاءت عائشة متَّزرة بكساء، ومعها فِهْرة، فَلَقَتْ به الصحْفة، فجمَع النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - بين فلقتَي الصَّحْفة، ويقول: كُلوا، غارَت أمُّكم مرتين، ثم أخذ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - صَحْفة عائشة، فبعث بها إلى أم سلمة، وأعطى صَحْفة أمِّ سلمة عائشةَ [1].
----------------------
[1] أم سلمة هند بنت أبي أمية، المحدث: الألباني، المصدر: إرواء الغليل، الصفحة أو الرقم (5/360).