من براهين الإيمان: إرسال الرسل عليهم السلام

من براهين الإيمان: إرسال الرسل عليهم السلام

عدد المشاهدات : 21

منذ أن خلق الله البشرية على ظهر هذه الأرض والرسالات لم تنقطع في أي عصر من العصور، أو في أي وقت من الأوقات، وكان أول نبي على وجه الأرض آدم ـ عليه الصلاة والسلام ـ، وأول رسول نوح ـ عليه الصلاة والسلام ـ وتوالت بعثة الرسل والأنبياء بحيث لم تمض أمة بدون رسالة إلى أن ختمهم الله بخاتمهم، وسيدهم، وإمامهم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم. ولهذا كان إرسال الرسل صلوات الله وسلامه عليهم منحة من الله سبحانه وتعالى أقام بها الحجة على الخلق. 

النبوة أمر لا بد منه في إقامة الحجة على وجود من أرسل هذا النبي فإن الإنسان لو بقي مجرداً عن هدي الله، فسوف يتيه في دروب الحياة، وما أكثر الأفكار والآراء المتناقضة من حوله، فهو قد تؤثر عليه هذه المؤثرات الخارجية مما يراه حوله في تصرفات البشر 

تأييد الرسل بالمعجزات القاهرة:

المـعـجــزة هـي الشيءُ الخارقُ للعادةِ، المقرونُ بالتَّحدِّي السالِمِ عنِ المعارَضَةِ

ويراد بها الصيغة والطريقة التي تحدى الله بها كل قوم أرسل إليهم رسولاً ليعلموا أن هذا الرسول ما جاء بما جاء به من عقيدة تقتضي توحيد الله عز وجل وأحكام وشرائع من عنده، وإنما جاء به من عند الله سبحانه وتعالى.

وعلى هذا فالإعجاز هو التحدي، وعجز الإنسان عن القيام بما يطلب منه. وهو آية، أي: برهان ودلالة وعلامة على أن الذي قاله الأنبياء والرسل إنما هو من عند ربنا سبحانه وتعالى
أنواع الإعجاز التي أعطيت للنبي صلى الله عليه وسلم:

أولاً: الإعجاز المادي

- معجزة انشقاق القمر

- نبع الماء من بين أصابعه صلى الله عليه وسلم

- حنين الجذع

- تكثير الطعام

- تسبيح الطعام

ثانياً :الإعجاز البياني

الإعجاز البياني من صيغ الإعجاز التي تجمع بين بلاغة اللفظ، وحسن المعنى، ولم يستطع البلغاء مجاراته أو محاذاته ومشاكلته، بل ينكر العلامة السيوطي أن هناك من هم بالمحاولة من قريش
وصدق الله القائل:

﴿الٓرۚ كِتَٰبٌ أُحۡكِمَتۡ ءَايَٰتُهُۥ ثُمَّ فُصِّلَتۡ مِن لَّدُنۡ حَكِيمٍ خَبِيرٍ ١﴾

[هود].

ولذا تحداهم تحدياً صارخاً وكانوا أحرص الناس على تكذيبه صلى الله عليه وسلم وإبطال حجته

ورغم تكذيب قريش ومعاداتها، كانت أساطينها وساداتها يتسللون ليلاً ليستمعوا إلى تلاوة رسول الله صلى الله عليه وسلم، إعجاباً وانبهاراً وذهولاً من عظمة هذا القرآن وجماله .

ثالثاً: إعجاز الهداية:

وهذا النوع من الإعجاز هو الغاية والهدف الأسمى من القرآن الكريم، أما غيره فهو تابع له، ووسيلة من وسائله.

قال تعالى:

﴿إِنَّ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانَ يَهۡدِي لِلَّتِي هِيَ أَقۡوَمُ وَيُبَشِّرُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ٱلَّذِينَ يَعۡمَلُونَ ٱلصَّٰلِحَٰتِ أَنَّ لَهُمۡ أَجۡرٗا كَبِيرٗا ﴾

فالإنسان وقد فطره الله على طلب المعرفة، ومن الناس- الذين خلصوا من المؤثرات الخارجية من الركون إلى التقليد، والتمسك بالأعراف القبلية والعنصرية- عندهم حب البحث عن الحقيقة ليهتدوا إلى الحق وفي المؤتمر الذي عقدناه في معهد جورباتشوف الذي كان قبل ذلك معهداً لتخريج الكوادر الإلحادية،

يقول رئيس هذا المعهد: من هنا كنا نصدر إلى الدنيا: لا إلـه، فجئتم لتثبتوا لنا أن:لا إلـه إلا الله بمنطق العلم.

رابعاً: الإعجاز التشريعي:

إن النبي الأمي محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم جاء بتشريع وسط بين الأنظمة الوضعية المعاصرة، فقد جاء بتشريع أوجب فيه كفاية الفقير حتى يصل إلى أول مراتب الغنى، بتأمين الحاجات الضرورية والحاجية لا التحسينية الكمالية.

وقد ذكر أحد كبار علماء الاقتصاد الغربيين في ختام أحد المؤتمرات الاقتصادية الإسلامية التي عقدت في مدينة (بادن) في ألمانيا "لقد تبين لي وللفريق العامل معي أن إنقاذ العالم من مأساته الاقتصادية، موجود عندكم أنتم معشر المسلمين".

وقد دعا بابا الفاتيكان مؤخراً إلى الأخذ بنظام المعاملات الإسلامي لإنقاذ بنوك العالم من الإفلاس.

خامساً : الإعجاز الغيبي

قال حجة الإسلام الغزالي: "النبي لا يكون نبياً حتى ينبئ عن غيب"

قال ابن خلدون عن الفتوحات الإسلامية: "... كان استيلاؤهم على فارس والروم لثلاث أو أربع من وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، فهو من معجزات نبينا صلوات الله عليه ... والمعجزات لا يقاس عليها الأمور العادية"

سادساً : إعجاز العلمي في القرآن والسنّة

مائة حقيقة علمية كونية معاصرة، وقد ذكرت أدلة هذه الحقائق في القرآن والسنة ـ سواء أكانت دلالتها يقينية أو احتمالية راجحة.