مشاهد من الإعجاز العلمي: خلق الجنين في أطوار
قال تعالى:
﴿مَّا لَكُمۡ لَا تَرۡجُونَ لِلَّهِ وَقَارا ١٣ وَقَدۡ خَلَقَكُمۡ أَطۡوَارًا ١٤﴾
[نوح]
الدلالة العلمية:
استنتج هارفي Harvey عام 1651 أن الأجنة ليست إلا إفرازات رحمية، وفي عام 1672 اكتشف جراف Graaf حويصلات في المبايض ما زالت تسمى باسمه Graafian Follicles ، واستنتج أن الأجنة ليست إفرازات من الرحم وإنما من المبايض.
وفي عام 1677 اكتشف "هام" Hamm و"ليفنهوك" Leeuwenhoek الحوين المنوي للإنسان للمرة الأولى في التاريخ، ولكنهما لم يدركا دوره الحقيقي في الإنجاب، وظنا أيضاًً أنه يحتوي على الإنسان مصغراً لينمو في الرحم بلا أطوار تخليق. كما أكدت تجارب "إسبالانزاني" Spallanzani على الكلاب على أهمية الحوينات المنوية في عملية التخليق.
وفي عام 1827 أي بعد حوالي 150 سنة من اكتشاف الحوين المنوي عاين "فون بير" Von Baer البويضة في حويصلة مبيض إحدى الكلاب.
وفي عام 1839 تأكد "شليدن" Schleiden و"شوان" Schwann من تكون الجسم البشري من وحدات بنائية أساسية حية ونواتجها، وسميت تلك الوحدات بالخلايا Cells وأصبح من اليسير لاحقاً تفهم حقيقة تخلُّق الإنسان في أطوار من خلية مخصبة ناتجة عن الاتحاد بين الحوين المنوي والبويضة.
وجهه الإعجاز :
يدل النص الكريم على أن الإنسان لا يخلق فجأة وفق الاعتقاد الذي ساد إلى القرن قبل الماضي منذ عهد أرسطو قبل الميلاد، وإنما في أطوار ثابتة التقدير تشمل كل فرد رغم تعدد الأجناس وتتابع الأجيال.
يشهد تاريخ علم الأجنة بتخبط النبهاء في كيفية تخلُّق الإنسان، بينما يعلن القرآن الكريم منذ القرن السابع الميلادي بأن الإنسان لا يوجد فجأة وإنما في أطوار مقدرة كتشييد عمارة وفق تصميم مسبق.
والصدفة لا تفسر الأطوار المقدرة وإنما تشهد بالحكمة والقصد وقدرة الله وعلمه المحيط وبديع صنعه، أما وحدة الإعداد والتخطيط وثبات الأطوار رغم تعدد الأجناس وتتابع الأجيال فتقطع بوحدانية الخالق العظيم.
ظلت فكرة أرسطو بتخلُّق الجنين من دم الحيض إلى القرن السابع عشر حيث اكتُشف المجهر ومع ذلك اعتقد العلماء بتخلُّقه كاملاً بلا أطوار.