مَنْ أَحْيَا سُنَّةً مَنْ سُنَّتِي
عن أنس – رضي الله عنه- قال:
قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "يَا بُنَيَّ إِنْ قَدَرْتَ أَنْ تُصْبِحَ وَتُمْسِيَ لَيْسَ فِي قَلْبِكَ غِشٌّ لِأَحَدٍ فَافْعَلْ ثُمَّ قَالَ لِي يَا بُنَيَّ: وَذَلِكَ مِنْ سُنَّتِي، وَمَنْ أَحْيَا سُنَّتِي فَقَدْ أَحَبَّنِي، وَمَنْ أَحَبَّنِي كَانَ مَعِي فِي الْجَنَّةِ.
لقد سعد أنس بن مالك- رضي الله عنه – بصحبة النبي صلى الله عليه وسلم، ونال شرف خدمته وهو ابن عشر سنين, وفاز فوزاً عظيماً الحكيمة, وحرص كل الحرص أن يعيي ويحفظ كل ما سمع منه، ويعمل به.
فإننا ينبغي أن نقف معجبين من هذا الخطاب الحاني الصادر من قلب رءوف رحيم لننظر ما يحتويه هذا الخطاب من بلاغة وأدب.
1- حين ينادي العظيم خادمه يقوله: "يَا بُنَيَّ" يدل ذلك على تواضعه الجم.
2- إنه نداء عظيم من رجل عظيم يفيض حناناً وحيوية، ويسكب في القلوب الرحيمة لبان الرحمة، فيرنشف منها أنس بن مالك، فيصفو قلبه ويشتد عزمه، ويزداد إيمانه بالله ورسوله.
3- إن في هذا النداء تعميق لأواصر الحب والقرب حتى يشعر أنس أنه ابنه، نعم إن لم يكن هو ابنه من صلبه، فهو ابنه في العلم والإيمان.
وأعلم أن للغش صوراً كثيرة بعضها ظاهر جلي، وبعضها مستتر خفي.
• فقد يكون في البيع والشراء، فيدل على الطمع والجشع وخبث الطبع وسوء الخلق .
• وقد يكن الغش في إظهار الصداقة وحس الصحبة بصورة خادعة من أجل الحصول على غرض من أغراض الدنيا
• وقد يتظاهر المرء بالصلاح والتقى فيحسبه الناس من الأخيار وهو من كبار الأشرار وهذا هو ذو الوجهين يأتي الناس بوجه ويعرض عنهم بوجه آخر
• وقد يكون الغش في المشورة وكتمان النصيحة، وتلك خيانة يحذر الله منها عباده تحذيراً شديداً في آيات كثيرة