لَا تَسْأَلْ الْإِمَارَةَ

لَا تَسْأَلْ الْإِمَارَةَ

د. محمد بكر اسماعيل

عدد المشاهدات : 16

عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَمُرَةَ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ – قَالَ:

قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ سَمُرَةَ، لَا تَسْأَلْ الْإِمَارَةَ فَإِنَّكَ إِنْ أُعْطِيتَهَا عَنْ مَسْأَلَةٍ وُكِلْتَ إِلَيْهَا وَإِنْ أُعْطِيتَهَا عَنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ أُعِنْتَ عَلَيْهَا.  وَإِذَا حَلَفْتَ عَلَى يَمِينٍ فَرَأَيْتَ غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا فَكَفِّرْ عَنْ يَمِينِكَ، وَائْتِ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ".

يؤخذ من هذا الحديث: أن العبد ينبغي إذا دعا الله – عز وجل – أن يذكر ذنوبه ويعترف بتقصيره في حق ربه، ويسأله أن يقيه غضبه وعقابه قبل أن يسأله شيئاً من مطالب الدين والدنيا، ولو بقلبه، فإن الاعتراف بالذنب والخوف من عاقبته يمهدان العذر للداعي، فيستجاب له مع تقصيره وعدم استحقاقه لقبول الدعاء منه.

"لَا تَسْأَلْ الْإِمَارَةَ" أي: لا تطلبها لنفسك، ولا تتمناها، ولا تستشرف لها، ولا تتطلع إليها في يوم من الأيام؛ فإنها أمانة يثقل على الضعفاء تحملها والقيام بحقها، ومهما بذل الأمير جهده في تحري العدل والإنصاف فلابد أن يكبو كبوات يُسأل عنها يوم القيامة، فهي محنة في الغالب، وليست منحة كما يظن الكثير من الناس.

والنهي عن سؤال الإمارة لا يدل على التحريم، ولكنه من باب النصح والإرشاد والتوجيه، فيكون سؤال الإمارة مكروهاً لا محرماً، إلا إذا كان السائل غير كفء لها، أو يغلب على ظنه أنه لا يستطيع أن يقوم بأعبائها على أكمل وجه، أو كان يريد من ورائها نفعاً دنيوياً خالصاً.

ولا شك أن طلب الإمارة يوجب الريبة في أمر الطالب، ويؤدي إلى سوء الظن به، ويحتم على الحاكم أن يولي غيره دفعاً للشك وإزالة للشبهة. وقد كان النبي – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – لا يولي الإمارة من سألها.

للمزيد :

https://rasoulallah.net/ar/articles/article/24846

#وصايا_الرسول

#حياتنا_على_سنته