اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ –
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، فَلَا يُؤْذِي جَارَهُ، وَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا؛ فَإِنَّهُنَّ خُلِقْنَ مِنْ ضِلَعٍ وَإِنَّ أَعْوَجَ شَيْءٍ فِي الضِّلَعِ أَعْلَاهُ، فَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ، وَإِنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ، فَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا".
فهي وصية من أعظم الوصايا التي تضمن للرجال والنساء العيش في سلام ووئام، وحب وحدب وتفاهم، وتُعرف كلا من النوعين بحقوقه وواجباته.
وقد أوصى النبي – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – بالنساء خيراً بعد النهي عن إيذاء الجار؛ لأن المرأة هي الجار الملاصق، الذي يرتبط بجاره ارتباطاً وثيقاً بميثاق غليظ أقره الله من فوق سبع سماوات وجمع به بينهما في خير، حتى أفضى بعضهم إلى بعض، وكان كل منهما لباساً للآخر وستراً عليه.
وعرفنا أن الصاحب بالجنب والزوج والزوجة، فإذا كانت الزوجة مسلمة قريبة تعيش في بيت زوجها ملاصقة له، يجد كل منهما مع الآخر سكوناً نفسياً وجنسياً فكم يكون لها من الحقوق عليه! وكم يكون له من الحقوق عليها!.
لهذا أوصى النبي – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – الرجال بهن؛ رعاية لهذه الحقوق المتعدة والمتشابكة، التي لو نظرنا إليها ما أحصيناها عداً.
اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا، أي فليوص بعضكم بعضاً بما يجب لهن من النفقة والكسوة والإعفاف وحسن العشرة.
وهذه الوصية تدعو الرجال إلى مرعاة العدل وتحريه بدقة في جيمع الأمور.
وميزان العدل في الإسلام أن يُعطي المرء من الحقوق مثل ما عليه من الواجبات.