هل نهى القرآن عن الإيمان بالسنة والعمل بها؟
هذه الشبهة (الطريقة الظريفة) من اختراعات زنادقة العصر، وقد رددها شرذمة منهم عندنا في مصر، من خلال الصحف الجديدة، التي تبحث لها عن قراء، ودأبت على السير في الممنوع، أو اقتحام الحواجز بلا وازع من دين أو خلق، وتحت مقولة "قبول الآخر".
فالمؤمن والكافر لا يريان أن بين القرآن وبين سُّنة من أنزل الله عليه القرآن عداءً أو مجافاة.
والعنوان الذي صغناه لتصوير هذه الشبهة يقتضي أن يكون لهؤلاء الزنادقة، الذين اخترعوا هذه الشبهة أدلة من آيات القرآن يكون معناها: لا تؤمنوا بسنة رسول الله، ولا تتبعوها في حياتكم، لأن الإيمان بها كفر، والعمل بها ضلال؟!.
فقد صور لهم جهلهم، أو أرادوا هم أن يصوروا للناس بعنادهم أن محمداً صلى الله عليه وسلم ولي من دون الله؟ وأن هديه وإرشاده وبيانه للقرآن الذي أنزله الله عليه دين آخر غير الدين الذي بعثه الله به، فحذرهم الله من الإيمان بسنته والعمل بها؟!
أرأيت جهلاً أجهل من هذا الجهل؟ أم أرأيت عناداً وحماقة أشنع من هذا العناد، وتلك الحماقة؟ وكيف يكون محمد صلى الله عليه وسلم بهذه المنزلة التي تناصب الله فيها العداء.
لم يكن السلاح الذي قاوم محمد به الباطل هو القرآن وحده، بل كان القرآن والسُّنَّة معاً.
القرآن ضياء كالشمس، والسُّنة نور كالقمر، وسُّنَّة النبي صلى الله عليه وسلم هي مفاتيح ما في القرآن من كنوز، والأداة التي وصلت الأمة بما في القرآن من قيم ومباديء وأسرار.
والذي نقوله لمنكري السُّنة: قد بدت البغضاء من أفواهكم. وما تخفي صدوركم أكبر، فموتوا بغيظكم إن الله عليم بذات الصدور.