إِيَّاكُمْ وَالدُّخُولَ عَلَى النِّسَاءِ

إِيَّاكُمْ وَالدُّخُولَ عَلَى النِّسَاءِ

د. محمد بكر اسماعيل

عدد المشاهدات : 16

عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ– رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ –

أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِيَّاكُمْ وَالدُّخُولَ عَلَى النِّسَاءِ" فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَفَرَأَيْتَ الْحَمْوَ قَالَ الْحَمْوُ الْمَوْتُ".

يحرص الإسلام الحرص كله على صيانة الأعراض والحرمات من أن تُنال بسوء، أو يعتريها لمز أو همز أو غمز، أو يلحق بها ما يشينُها ولو من طريق غير مباشر.

وليس عند المؤمن أعز إليه من دينه وعرضه، فدينه هو عصمة أمره، وسلطان عقله وفكره، لا يفرط في شيء من أوامره ونواهيه، ولا يُقصر في حق من حقوق خالقه ومولاه، ولا يستخف بسنة من سنن رسول الله – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ –.

ومن أجل صيانة الدين والعرض حَذر النَّبِيِّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – من الوقوع في الشبهات، وهي الأمور التي تؤدي في الغالب إلى الوقوع في الحرام، وتفضي – أيضاً – إلى القيل والقال.

ومن أجل ذلك نهى النَّبِيِّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – عن الدخول على النساء غير المحارم والزوجات؛ لأن مجرد الدخول عليهن يثير الشبهة، وربما يوقع في الفتنة، ولا سيما إذا تكرر وصار عادة لا ينكرها العرف الخاص، وهو عرف مزيف لا يؤخذ به ولا يعتمد عليه ولا يحكم في شيء من أمور الدين ولا في شيء من أمور الدنيا.

ومن نظر في هذا الحديث عرف متى يدخل على النساء ومتى لا يدخل عليهن، ومن هن اللاتي يجوز له أن يدخل عليهن واللاتي لا يجوز أن يدخل عليهن، وما الشروط التي يجب توفرها في الزواج، وما الخطر الذي يلحق الداخل والمدخول عليه، إذا تهاون كل منهما في هذه الوصية وما يماثلها من الوصايا التي لابد من الأخذ بها لصيانة الأعراض والحرمات.

فإذا كان المرء يخاف على نفسه من الموت، فليخف على نفسه وعلى زوجه ومحارمه من هذا القريب، الذي تسمح له العادة أن يقتحم البيوت كلما أراد: باستئذان وبغير استئذان. فإذا سئل عن ذلك أو نهي عنه أو عير به يقول: ما لكم!! هذا بيت أخي وفيه امرأة أخي، ليس في البيت امرأة غريبة، إلى آخر ما يمليه عليه الشيطان من المعاذير والأقاويل.

واعلم – أيها الأخ الكريم – أن الحق أحق أن يتبع، ومن الحق أن تصون بيتك من كل من يدخله من غير أن تأذن له بالدخول، ولا سيما الأقارب من جهتك أو من جهة امرأتك.

اقرأ المزيد : https://rasoulallah.net/ar/articles/category/1596

#وصايا_الرسول