أَنْفِقْ أُنْفِقْ عَلَيْكَ

أَنْفِقْ أُنْفِقْ عَلَيْكَ

د. محمد بكر اسماعيل

عدد المشاهدات : 7

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَنْفِقْ يَا ابْنُ آدَمَ أُنْفِقْ عَلَيْكَ". 

ومعنى هذا الحديث ظاهر ولكن لنا فيه تأملات نريد أن نعرضها عليك أيها الأخ المسلم لتنظر فيها وتشاركنا النظر في كلها أو في بعضها.

1- قوله: "أَنْفِقْ" فعل أمر يقتضي الوجوب فيما يجب كالزكاة ونفقة الزوجة والعيال، والنفقة على الوالدين ومن في حكمهما كالجد والجدة، والنفقة على الأخ العاجز والأخت التي لا عائل لها.

وهو للندب فيما يندب فعله كالصدقات التي يخرجها المسلم تطوعاً للفقراء والمساكين ومن في حكمهم من ذوي الحاجات ولا سيما إذا كانوا من الأقارب والجيران والأصدقاء وطلاب العلم والصالحين. 

2- ومعنى "أَنْفِقْ" ابذل من مالك بسخاء، كما تقتضيه مادة الكلمة؛ فهي من قولهم: نفقت السلعة أي كثر طلابها، ونفقت السوق أي راجت وكثر فيها البيع والشراء. 

والمسلم لا يقال إنه كريم إلا إذا أكثر من إخراج الصدقات وجاد بأجود ماله في سبيل الله، ولا ينجو من عذاب الله تعالى إلا إذت تخلص من آفات البخل والحرص والطمع والشح، وهانت عليه الدنيا فزهد فيها وطمع فيما عند الله عز وجل.

وما أنفقتم من أي شيء فيه خير للناس فإن الله عز وجل سيعوضكم عنه خيراً منه في الدنيا والآخرة، وهو واسع الفضل لا ينقطع مدده أبداً، فهو جل شأنه يرزق عباده دون أن يسألوه ويبارك لمن آمن به وأنفق مما جعله مستخلفاً فيه.

وقد كان النبي – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – أجود الناس على الإطلاق فكانت يده كالرياح المرسلة، يؤثر غيره على نفسه، ولا يدخر وسعاً في إكرام الضيف وإغاثة الملهوف وإطعام الجائع وقضاء الدين عن المديونين، كما عرفنا من سيرته العطرة.

للمزيد :

https://rasoulallah.net/ar/articles/article/24428

#وصايا_الرسول

#حياتنا_على_سنته