بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ سَبْعًا
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ – رضي الله عنه-
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ سَبْعًا هَلْ تَنْتَظِرُونَ إِلَّا فَقْرًا مُنْسِيًا، أَوْ غِنًى مُطْغِيًا، أَوْ مَرَضًا مُفْسِدًا، أَوْ هَرَمًا مُفَنِّدًا، أَوْ مَوْتًا مُجْهِزًا، أَوْالدَّجَّالَ، فَشَرُّ غَائِبٍ يُنْتَظَرُ أَوْ السَّاعَةَ، فَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ"
وهي وصية واضحة المعالم أكدها النبي صلى الله عليه وسلم بأسلوب الاستفهام المفيد للتحريض على العمل الصالح، والحض على المبادرة إليه من غير توان ولا خمول، قبل أن تأتي أمور شاغلة ملهبة، محيرة معجزة، مذهبة للقوة، مهلكة للبدن، ولا ينفع بعدها الندم.
فقوله صلى الله عليه وسلم: " بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ سَبْعًا" أي سابقوا إلى الأعمال الصالحة باغتنام الفرص السانحة في طلبها، وتتبع مواطنها، واختيار السبل الموصلة إليها، وتخير أحسنها، وأقومها، وأكثرها ثواباً، وأعظمها منفعة لكم في دنياكم وآخرتكم، وأخلصوا لله فيها.
فهذا كله يتسع له مفهوم المبادرة، ويتسع مفهومها أيضاً لمعان أخر كالمنافسة، والمعاونة، والمسارعة، والمناهضة وما إلى ذلك مما في معنى السباق واللحاق والإتجار مع الله عز وجل في ميادين العبادات والمعاملات والمجاهدات البدنية والروحية.
والعاقل من لا يترك ساعة تمر دون أن يعمل فيها عملاً صالحاً يقربه إلى الله، ولا يدخر وسعاً في طلب أسباب الخير له ولغيره من المسلمين، ولا يكف عن ذكر الله، فإنه خير معوان له على ذلك.
للمزيد :