تُوبُوا إِلَى اللَّهِ
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ – رضي الله عنه - قَالَ:
خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ تُوبُوا إِلَى اللَّهِ قَبْلَ أَنْ تَمُوتُوا، وَبَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ قَبْلَ أَنْ تُشْغَلُوا، وَصِلُوا الَّذِي بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ رَبِّكُمْ بِكَثْرَةِ ذِكْرِكُمْ لَهُ وَكَثْرَةِ الصَّدَقَةِ فِي السِّرِّ وَالْعَلَانِيَةِ تُرْزَقُوا وَتُنْصَرُوا".
هذه وصية جامعة لخصال الخير كلها ألقاها النبي صلى الله عليه وسلم على مسامع الناس لتكون نبراساً لهم في حياتهم ومصباحاً ينير لهم طريقهم إلى الله – عز وجل - .
وقد بدأ بالتوبة؛ لأنها أول الطريق إلى الله ووسطه وآخره يصحبها المؤمن في حله وترحاله، ويعيش في ظلها ليله ونهاره، ويستحضرها في قلبه كلما شعر بذنبه ويتخذها سكناً له تُهدى من روعه إذا شعر بالخوف من عذاب ربه، وتبعث فيه الرجاء في رحمته، وتطرد عنه شبح اليأس كلما لاح له واقترب منه.
وأركانها خمسة:
الركن الأول: العلم بخطورة الذنب
الركن الثاني: المبادرة بها، وعدم الإصرار على الذنب
الركن الثالث: العزم على عدم العود إلى الذنب
الركن الرابع : العزم على قضاء ما فات من الصلاة والصوم والزكاة وغير ذلك، وتدارك ما وقع في عبادته من تقصير، وما استطاع إلى ذلك سبيلا.
الركن الخامس: رد المظالم المادية إلى أصحابها إن علم بوجودهم، وإلا ردها إلى ورثتهم، فإن لم يعلم لهم ورثة تصدق بها على ذمتهم.
والناس في التوبة على أربعة أقسام:
• الأول: توبة أصحاب النفوس المطمئنة، وهم الذين يتوبون إلى الله توبة نصوحاً ويستقيمون عليها إلى آخر العمر
• الثاني: توبة أصحاب النفوس اللوامة، وهم الذين تابوا إلى الله توبة نصوحاً، وسلكوا الطريق المستقيم في أمهات الطاعات، وتركوا الكبائر، ولم يقعوا في الصغائر عن عمد، وكلما أتوا شيئاً منها لاموا أنفسهم
• الثالث: أصحاب النفوس المسولة، التي تغلب صاحبها كثيراً فيكبح جماحها تارة ويعجز عن ذلك تارة أخرى
• الرابع : أصحاب النفوس الأمارة، وهؤلاء يتوبون من ذنوبهم توبة لا يصحبها عزم على ترك الذنب، ولا عزم على تدارك ما فات، ثم ينهمكون في الذنوب ولا الذنوب ولا يحدثون أنفسهم بعد ذلك بتوبة
للمزيد :