إِيَّاكُمْ وَالْجُلُوسَ فِي الطُّرُقَاتِ

إِيَّاكُمْ وَالْجُلُوسَ فِي الطُّرُقَاتِ

د. محمد بكر اسماعيل

عدد المشاهدات : 19

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه:

عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِيَّاكُمْ وَالْجُلُوسَ فِي الطُّرُقَاتِ" قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا لَنَا مِنْ مَجَالِسِنَا بُدٌّ نَتَحَدَّثُ فِيهَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "فَإِذَا أَبَيْتُمْ إِلَّا الْمَجْلِسَ فَأَعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهُ" قَالُوا وَمَا حَقُّ الطريق قَالَ: "غَضُّ الْبَصَرِ وَكَفُّ الْأَذَى وَرَدُّ السَّلَامِ وَالْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيُ عَنْ الْمُنْكَرِ".

من الآداب التي يحرص الإسلام على نشرها بين الناس آداب المجالس، وقد تقدم الكلام عن بعضها، وفي هذا الحديث تتمة لها، وبيان لحق الطريق إذا اضطر المسلمون للجلوس فيها.

وقوله صلى الله عليه وسلم: "إِيَّاكُمْ وَالْجُلُوسَ فِي الطُّرُقَاتِ" تحذير من اتخاذها مجالس لما يترتب على ذلك من ضرر لهم وللمارة؛ فإن الجلوس فيها ينشأ عنه النظر المحرم للغاديات والرائحات، والنظر إلى أصحاب العيوب فيؤدي ذلك إلى السخرية منهم والاستهزاء بهم ومعايرتهم ونحو ذلك من الأمور التي لا تليق بمسلم.

ويؤدي الجلوس عليها إلى تضيقها على المارة وحبس حريتهم في الذهاب والإياب، ولا سيما النساء والأطفال.

على أن الجلوس على الطرقات في حد ذاته يخل بالمروءة، ويذهب الحياء فلا نجد من يجلس في الطريق إلا حثالة الناس وعالتهم، والجهلة منهم.

لكن لا بأس على المضطر أن يجلس على قارعة الطريق أو في أي مكان منها لأن الضرورات تبيح المحظورات.

#وصايا_الرسول

#حياتنا_على_سنته