المنح الإلهية

عدد المشاهدات : 17

اللهم لك الحمد،، كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك. أنت الخالق فلا خالق سواك، وأنت الرازق فلا رازق سواك، وأنت المتصرف في ملكوت السموات والأرض وحدك لا شريك لك، أرسلت إلينا أفضل رسلك، وأنزلت علينا أكمل كتبك، ورضيت لنا الإسلام ديناً، وما منا من أحد إلا هو يعيش تحت ظلال نعمك وآلائك، ووهبتنا عقولاً نسرحها في مخلوقاتك حتى يتبين لنا أن كل شيء في الكون هادف.
﴿أَلَمۡ نَجۡعَلِ ٱلۡأَرۡضَ مِهَٰدٗا ٦ وَٱلۡجِبَالَ أَوۡتَادٗا ٧ وَخَلَقۡنَٰكُمۡ أَزۡوَٰجٗا ٨ وَجَعَلۡنَا نَوۡمَكُمۡ سُبَاتٗا ٩﴾ [النبأ].
ما كان ذلك ليكون اتفاقاً، فلا بد من خالق قاصد حكيم، وما كان – برحمته - ليذر الخلق فيما هم عليه من تفاوت عقولهم في معرفة غاية وجودهم ﴿أَفَحَسِبۡتُمۡ أَنَّمَا خَلَقۡنَٰكُمۡ عَبَثٗا وَأَنَّكُمۡ إِلَيۡنَا لَا تُرۡجَعُونَ ١١٥﴾ [المؤمنون]، وتفرقهم في إدراك مصالحهم في معاشهم ومعادهم، فأرسل إليهم صفوة من خلقه يهدونهم سواء السبيل، وأيدهم بالأدلة القطعية اليقينية الدالة على صدقهم، وكان خاتمهم محمد بن عبد الله – صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه – النبي الأمي الذي عدّ له الإمام النووي دلائل تزيد على ألف ومائتي برهان ودليل على أنه رسول رب العالمين،،، وبعد:
أخي الحبيب.. أختي الكريمة.. هذه الرسالة التي عنوانها المنح الإلهية في إقامة الحجة على البشرية، أرجو الله السميع العليم أن ينفعك به، ويقوي إيمانك ويجعلك على بصيرة وهدى، ويرزقك طمأنينة الحق، وسعادة الفوز فيه ﴿أَلَا بِذِكۡرِ ٱللَّهِ تَطۡمَئِنُّ ٱلۡقُلُوبُ﴾ [الرعد:28].