لَا تَغْضَبْ
عن أبي هريرة – رضي الله عنه – :
أَنَّ رَجُلًا قَالَ للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "أوصني، قَال: لَا تَغْضَبْ".
هذه الوصية حكمة بالغة صدرت من حكيم تفجرت من قلبه ينابيع الحكمة فارتوى بها طلابها وعاشوا عليها حياة طيبة بعيداً عن مواطن الشر وعن أسبابه ودوافعه، وعاشوا لها يجمعوها ثم يتدبرونها ويفقهون معانيها ومراميها وينعمون بثمارها التي يحصلون عليها من خلال التأمل والنظر في أسرارها وآثارها.
لقد كان الرجل منهم يأتي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيقول له: أوصني، وهو يعلم أن وصاياه أدوية شافية لأدواء النفوس المؤمنة والقلوب الواعية.
فالنفوس المؤمنة تستجيب لهذه الوصايا وتستريح لها وتستوعبها في سهولة ويسر، وتجد فيها الروح والريحان، وتنتفع بها كثيراً في التخلص من الحمية الجاهلية والعادات الموروثة والطباع الشريرة، حتى تتحول هذه النفوس من نفوس أمارة بالسوء إلى نفوس لوامة نادمة لا تصر على الذنب، ولا تصبر عليه ولا تستهين به، ولكن تبادر إلى التوبة منه .
للمزيد :